القرية قبل الإغتصاب (إقتباس من كتاب كي لا ننسى للدكتور وليد الخالدي)
كانت القرية تنتشر على رقعة مستوية من الأرض في السهل الساحلي, وتحيط التلال بها, وكان وادي سمسم يمتد عند تخومها الجنوبية. وكانت تقع بين الطريق العام الساحلي وطريق آخر مواز له يمتد من غزة إلى جولس. وكانت طرق فرعية تربطها بهذين الطريقين العامين, وبعدد من القرى المجاورة. وكان الصليبيون يسمونها سمسم في سنة 1596, كانت سمسم قرية في ناحية غزة (لواء غزة), وعدد سكانها 110 نسمات. وكانت تدفع الضرائب على القمح والشعير والفاكهة والماعز وخلايا النحل.
في أواخر القرن التاسع عشر كانت سمسم محاطة بالحدائق. وكان فيها بئر, وحوض وبستان زيتون يقع إلى الشمال منها. وكانت سمسم مسقط رأس الشيخ سليمان عبد القادر (أبو علي) أحد قادة ثورة سنة 1936 ضد الاحتلال البريطاني. وكان للقرية شكل دائري وتتفرع من وسطها شوارع ضيقة مستقيمة تتقاطع مع شوارع أخرى نصف دائرية. كما كانت القرية تتشكل من حارات ( أكبرها الحارة الشمالية) منفصلة بطرق تربطها بغيرها من القرى. وكانت هذه الطرق بمثابة المحاور التي امتدت القرية في موازاتها. وعند التقاء هذه المحاور (أي وسط القرية) كان ينتصب مسجد. وكان وسط القرية يحوي أيضا مدرسة أسست في سنة 1934 وشاركت القرية فيها قرية نجد في سنة 1947. وفي أواسط الأربعينات بلغ عدد تلامذتها 150 تلميذا وكان سكان القرية من المسلمين ومنازلها كانت مبنية بالطوب.
كانت الزراعة مصدر الرزق الأساسي وعند نهاية فترة الانتداب كان سكان القرية يزرعون الحبوب والخضروات والفاكهة وضمنها الحمضيات التي كانت تزرع في مساحة 240 دونما. وكانت الزراعة تعتمد على الأمطار, وعلى الري من آبار يتراوح عمقها بين 35 و40 مترا. وكانت سمسم محاطة بأشجار الفاكهة والحدائق إلا إن معظم أشجار الفاكهة كان مركزاً في أراضيها الجنوبية الغربية, التي كانت تصل إليها مياه السيول من الأودية. في 1944\1945 كان ما مجموعه 240 دونما مخصصا للحمضيات والموز, 12086 دونما للحبوب, و250 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين. وكانت القرية تضم تلا أثريا باسم الرأس (112108), وتحيط بها أيضا ثلاثة مواقع أثرية أخرى, بينها مقبرة رومانية(تعرف في الأزمنة الحديثة باسم شعفة المفور), وفيها قبور منحوته في الصخر.
إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا (إقتباس من كتاب كي لا ننسى للدكتور وليد الخالدي)
احتل لواء هنيغف (النقب) التابع للبلماح خلال إحدى الهجمات التي كان يشنها شمالا, وفبيل 15 \مايو 1948. القرية وطرد سكانها. واستنادا إلى المؤرخ الإسرائيلي بني موريس فإن ذلك حدث عقب احتلال بربر في 12-13 أيار\ مايو. إلا إن ثمة مصدرا آخر يناقض هذه الرواية. فقد ذكرت صحيفة (نيورك تايمز) أن سمسم احتلت بعد ذلك التاريخ بشهرين, خلال الأيام العشرة بين الهدنتين, أي قبيل 11 تموز\يوليو. غير أن هذا التقرير مشكلوك فيه لأنه يذكر أ، سمسم احتلت مع مجموعة المجدل- اللطرون ومن غير المرجح أن تكون هذه القرى البعيدة بعضها عن بعض احتلت في الوقت ذاته.
القرية اليوم
دمرت القرية شاملا ولا يمكن تمييزها إلا بواسطة أشجار السرو والجميز التي ما زالت قائمة. ويمكن مشاهدة كومة من الحجارة التي ربما تكون أنقاض أحد أبنية القرية. والموقع مسيج ويستخدم مرعى للمواشي أما الأراضي المجاورة فيستغلها المزارعون الإسرائيليون.
المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية
أقيمت مستعمرة غيفرعام (113111) في سنة 1942 على أراض كانت تابعة تقليديا للقرية. وبنيت مستعمرة أور هنير (112107) في سنة 1957 على بعد أقل من كيلومتر إلى الجنوب من موقع القرية, على أراضي