السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طرفة ابن العبد
اولا : مولده ونسبه
هو طرفة بن العبد بن سفيان بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر ابن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معدّ بن عدنان
واسمه الحقيقي عمرو ولقب بطرفة لبيت شعر قاله وهو
لاتعجـــــــــــلا بالبكاء اليوم مُطرفاً
و لا أميريكما بالدار إذا وقفـــــــــا ..
وقيل انه لم يعرف مصدر هذا اللقب انما هو لقب غلب عليه
ولطرفة لقب اخر وهو { الغلام القتيل } اشتهر به بعد موته
ويعد اهم من ذكر هذا اللقب هو الشاعر لبيد بن ربيعة العامري
حين قال فيه انه من اشعر ثلاثة في عصره وهم الملك الضليل وهو امرؤ القيس
والغلام القتيل وهو طرفة والشيخ ابو عقيل وقد قصد به نفسه
مولد طرفة :
لم تحدد كتب التراجم او التاريخ عاما محددا لمولد الشاعر
فقد اختلف في مولده اختلافا كبيرا
منهم من قال انه ولد سنة 529 م او 532 م
وقل انه ولد عام 543 م
واجمع الكثيرون ان طرفة لم يعش اكثر من ربع قرن الا بقليل
فقيل انه عاش 26 عاما وقيل اكثر من ذلك بقليل وقيل اقل من ذلك بقليل
وطرفة شاعر جاهلي من الطبقة الاولى، كان هجاءً غير فاحش القول، تفيض الحكمة على لسانه في أكثر شعره ولد في بادية البحرين في بيت عريق الاصل
وعاش طرفة يتيما فقد مات والده وهو صغير
يتبع ..
________________________________________
ثانيا : حياته
عاش طرفة يتيما وتربي بين اعمامه ولاقي منهم العنت وجفوه وامه وحرموه كثيرا من حقه مما اجج الشعر في نفسه وهاجت مخيلته وانطلق لسانه في تهديد ووعيد لهم
فكان مما قاله فيهم :
ما تنظرون بحق وردة فيكم
صغر البنون ورهط وردة غيب
قد يبعث الأمر العظيم صغيره
حتى تظل له الدماء تصبب
والظلم فرق بين حيي وائل
بكر تساقيها المنايا تغلب
ولكن هذا الغضب وهذه الثورة علي اعمامه وقومه لم تؤد الي شيئ انما جعله ذلك متفرّداً منكفئاً على ذاته، متحللاً بفطرته من التقاليد الاجتماعية.
واندفع طرفة منذ شبابه الباكر في حياة الفروسية واللّهو والمتعة واجتمع حوله اصدقاء السوء
ولكن لما كان دوام الحال من المحال فقد نفد مال طرفة وابتعد عنه اصدقاء السوء
فعاد طرفة الي قومه وهو لا يملك شروي نقير
فحمله اخوه معبد علي رعاية ابله فاهملها فسرقت
فأنبه اخوه وقال له { تري ان اخذت تردها بشعرك هذا }
فقال طرفة { لا اخرج حتي تعلم ان شعري يردها }
ثم لجأ طرفة الي ابن عمه مالك ليعينه علي استرجاع الابل من سارقيها فانتهره مالك بعنف فتألم طرفة كثيرا ونظم معلقته واصفا حاله وجور اهله عليه وذكر في معلقته سيدين من اقربائه فمدحهما
بكثرة المال والولد
فقال
فَلَوْ شَاءَ رَبِّي كُنْتُ قَيْسَ بنَ خَالِدٍ
وَلَوْ شَاءَ رَبِّي كُنْتُ عَمْروَ بنَ مَرْثَدِ
فَأَصْبَحْتُ ذَا مَالٍ كَثِيْرٍ وَزَارَنِـي
بَنُونَ كِرَامٌ سَـادَةٌ لِمُسَـوَّدِ
فدعاه احدهما وهو عمرو وكان له سبعة اولاد فأمرهم فدفع كل واحد منهم الي طرفة 10 من الابل ثم امر ثلاثة من ابناء بنيه فدفعوا له مثل ذلك
فرد طرفة ابل اخيه وقد ردها بشعره كما قال
وانشأ ينفق من الباقي حتي نفذ
وطرفة هو من الشخصيات شبه الأسطورية، في قافلة الشعراء الملحميّين الكبار، تنبثق شخصيته، كأحد فرسان الدَّفق الحيوي الخلاَّق في شباب حضارة كبرى مليئة. ذلك أن طرفة ساق حياة السالك المكتشف لروائع الوجود، المتمتع بألوان المعيشة العنيفة، المنطلق إلى مجاهل الإحساس البكر، في لقاء كل ما هو صاخب الوجود، رائع المثال، فوُصف بأنه فتى الجَّهل الأول، ونعت أنه منفاق، مهذار، طليق إلى درجة التَّحدّي لتقاليد الآخرين، مستهتر بمقامات الرجال، ولو كانوا ملوكاً وأشقّاء ملوك، ولو كانوا سادة لقبائلهم وعشائرهم
يتبع ..
________________________________________
ساندريللا
04-02-2010, 04:56 PM
يتبع ..
________________________________________
ساندريللا
04-02-2010, 05:06 PM
رابعا : موته
توجه طرفة إلى بلاط الحيرة حيث الملك عمرو بن هند وكان فيه خاله المتلمّس (جرير بن عبد المسيح).
وكان طرفة في صباه معجباً بنفسه يتخلّج في مشيته. فمشى تلك المشية مرة بين يديّ الملك عمرو بن هند فنظر إليه نظرة كادت تبتلعه. وكان المتلمّس حاضراً ، فلما قاما قال له المتلمّس: "يا طرفة إني أخاف عليك من نظرته إليك". فقال طرفة: "كلا"...
بعدها كتب عمرو بن هند لكل من طرفة والمتلمّس كتاباً إلى المكعبر عامله في البحرين وعمان، وإذ كانا في الطريق بأرض بالقرب من الحيرة، رأيا شيخاً دار بينهما وبينه حديث. ونبّه الشيخ المتلمّس إلى ما قد يكون في الرسالة. ولما لم يكن المتلمّس يعرف القراءة، فقد استدعى غلاماً من أهل الحيرة ليقرأ الرسالة له، فإذا فيها:
"باسمك اللهم.. من عمرو بن هند إلى المكعبر.. إذا أتاك كتابي هذا من المتلمّس فاقطع يديه ورجليه وادفنه حياً".
stop
فألقى المتلمّس الصحيفة في النهر، ثم قال لطرفة أن يطّلع على مضمون الرسالة التي يحملها هو أيضاً فلم يفعل، بل سار حتى قدم عامل البحرين ودفع إليه بها.
فلما وقف المكعبر على ما جاء في الرسالة أوعز إلى طرفة بالهرب لما كان بينه وبين الشاعر من نسب ، فأبى . فحبسه الوالي وكتب إلى عمرو بن هند قائلاً : "ابعث إلى عملك من تريد فاني غير قاتله".
فبعث ملك الحيرة رجلاً من تغلب، وجيء بطرفة إليه فقال له: "إني قاتلك لا محالة .. فاختر لنفسك ميتة تهواها".
فقال: "إن كان ولا بدّ فاسقني الخمر وأفصدني". ففعل به ذلك.
يتبع ..
________________________________________
ساندريللا
04-02-2010, 05:25 PM
طرفة بين فكّي التاريخ
طرفة الشاعر الجاهلي المبدع عانى من ظلم الأقرباء وهو أشنع ضروب الاستبداد لأنه يأتي من الأيدي التي نحبها والتي نظنّ أننا نأمن شرّها. ولم تمهله المؤامرات التي حيكت ضده كثيرا فمات في ربيع عمره عن (26) عاما، حيث قتل بوحشية لا لذنب اقترفه سوى إبداعه وإن كان بالهجاء. سقط الشاعر ضحية لخلاف شخصي مع الملك. وإذا صحّت الرواية حول موته وأنه حمل الكتاب الذي يحوي أمراً بقتله، فإنّ هذا يدلّ على مدى عزّة النفس والثقة التي كان طرفة يتمتّع بها، وإن كانت في آخر الأمر، سبب مقتله.
بمقتل طرفة بن العبد في ربيع عمره وفي بداية عطائه حرم عشاق الأدب العربي والباحثين في علوم الصحراء والبداوة وتاريخ العرب من مصدر خصب كان يمكن أن يزوّدهم بالمعلومات التي يحتاجونها، وحرموا من عطاء خيال مبدع.
ومن اشهر ما قيل عن طرفة
ما قاله ابن سلام الجمحي: فأما طرفة فأشعر الناس واحدة: (يعني معلقته)
ويذكر الأنباري بإسناده إلى أبي عبيدة الذي قال: أجود الشعراء قصيدة واحدة، جيدة طويلة، ثلاثة نفر: عمر بن كلثوم والحارث بن حلزة، وطرفة بن العبد
ويذكر الجاحظ أنه ليس في الأرض أعجب من طرفة بن العبد، وعبد يغوث، وذلك أننا إذا قسنا جودة أشعارهما في حال الأمن والرفاهية
ويظهر من خلال هذه الآراء أنها تروي منزلة طرفة الشعرية التي أحرزها بين شعراء عصره، فاعتبر من متقدمي الفحول وأسبقهم إلى الإجادة في معظم إبداعه الفني وبخاصة في ابتكاره بعض المعاني. واتفق النقاد على أن طرفة لم يسبقه في الجودة غير امرئ القيس، بل ربما كان طرفة أجود منه في وصف الناقة حيث أبدع في وصفها.
وإذا كان ابن سلام قد وصفه في الطبقة الرابعة مع عبيد بن الأبرص، وعلقمة ابن عبده وعدي بن زيد، فليس من شك في أن السبب يرجع إلى قلة ما وصله من شعره وهو ما صرح به ابن سلام في بداية حديثه عن الطبقة الرابعة بأنهم "أربعة رهط فحول، شعراء، موضعهم مع الأوائل وإنما أخل بهم قلة شعرهم بأيدي الرواة
________________________________________
ساندريللا
04-02-2010, 05:34 PM
المصادر والمراجع
1- ديوان طرفة ابن العبد - اعتني به عبد الرحمن المصطاوي
2- ديوان طرفة ابن العبد - شرحه وقدمه مهدي محمد ناصر الدين
3- ديوان طرفة ابن العبد - شرح الاعلم الشنتمري
4- كتاب تاريخ الادب العربي - كارل بروكلمان
5- ويكيبيديا الموسوعة الحرة
6-
http://www.alyousufi.com/poem/poem6.htm (